ARTICLE AD BOX
اقترب نهائي مسابقة الدوري الأوروبي لموسم 2024-2025، في الموسم الـ54 من البطولة منذ موسم 1971-1972، التي انطلقت بمسمى كأس الاتحاد الأوروبي، والنسخة الـ16 منذ موسم 2009-2010 بمسماها الجديد، إذ يستضيف ملعب سان ماميس الجديد في مدينة بلباو الإسبانية النهائي المرتقب يوم الأربعاء المقبل 21 مايو/أيار.
وسيكون النهائي هذه المرة إنكليزياً خالصاً بين توتنهام هوتسبير ومانشستر يونايتد، وهي ثاني مرة بالمسمى الجديد الدوري الأوروبي بعد نهائي موسم 2018-2019 في مدينة باكو في أذربيجان والذي تُوج نادي تشلسي بلقبه بعد فوزه على منافسه نادي أرسنال (4-1). وتأتي المواجهة في ظل موسم صعب على طرفي النهائي في الدوري الإنكليزي الممتاز بعد 37 جولة حتى الآن، إذ يحتل نادي مانشستر يونايتد المركز الـ16 برصيد 39 نقطة، بعدما خسر 20 مباراة وآخرها أمام نادي تشلسي بهدف نظيف، أما توتنهام فيحتل المركز الـ17 برصيد 38 نقطة، وهو الذي خسر أيضاً أمام نادي أستون فيلا بهدفين نظيفين.
ويسعى نادي مانشستر يونايتد لاستعادة الأمجاد والألقاب وإنقاذ الموسم الصعب بالظفر باللقب والتأهل إلى دوري أبطال أوروبا في الموسم القادم، وخوض مواجهة السوبر الأوروبي أيضاً، وسيكون المدرب البرتغالي، روبن أموريم، الذي تولى المهمة يوم 11 نوفمبر/تشرين الثاني عام 2024 بعد إقالة الهولندي تين هاغ، وتعيين جهاز مؤقت بقيادة الهولندي رود فان نيستلروي، أمام تحد كبير له لتحقيق اللقب الثاني في البطولة للنادي بعد لقب موسم 2016-2017، حين فاز بهدفين نظيفين على نادي أياكس الهولندي، وتكرار إنجاز مواطنه جوزيه مورينيو مدرب نادي الشياطين الحمر آنذاك، وهو يخشى الخسارة كما حدث في نهائي موسم 2020-2021 بقيادة المدرب النرويجي، أوليه غونار سولشاير، أمام نادي فياريال الإسباني (1-1)، ثم في ركلات ترجيح (11-10).
ويختلف مستوى مانشستر يونايتد على صعيد الدوري الأوروبي عما فعله في بطولة الدوري الإنكليزي، فهو لم يتعرض لأي خسارة في البطولة الأوروبية وصولاً إلى المباراة النهائية، ويسعى لتكرار إنجاز تشلسي في عام 2019، وفياريال الإسباني 2021 وآينتراخت فرانكفورت الألماني في عام 2022. وكان يونايتد تأهل من المركز الثالث في ترتيب الدوري المُنتظم، وأخرج ريال سوسييداد الإسباني في دور الـ16 بالفوز (5-2)، ثم تفوّق على نادي ليون الفرنسي في الدور ربع النهائي بمجموع المباراتين (7-6)، ثم أتلتيك بلباو الإسباني في الدور نصف النهائي بمجموع المباراتين ذهاباً وإياباً (7-1)، ويملك هجوماً قوياً بتسجيله 35 هدفاً، مع فلسفة وأسلوب لعب 3-4-3.
ورغم أن البداية كانت صعبة جداً، بدا التحسّن تدريجياً وتأقلم اللاعبون على تنفيذ الأدوار والواجبات، مع خبراتهم المُميزة مثل البرتغالي، قائد الفريق، برونو فيرنانديز، البرازيلي كاسيميرو، الإنكليزيين هاري ماغواير وماسون ماونت، بالإضافة للحيوية الهجومية بحضور الأرجنتيني غارناتشو، والإيفواري أمادو ديلو، والدنماركي راسموس هويلوند.
ويسعى نادي مانشستر يونايتد لتحقيق لقب أوروبي جديد، وهو الذي حصد ثلاثة ألقاب في دوري أبطال أوروبا في سنوات (1968 و1999 و2008)، كما حل وصيفاً في عامي 2009 و2011، بالإضافة لتحقيق لقب الدوري الأوروبي في عام 2017، ووصيف في عام 2021، ولقب السوبر الأوروبي مرة واحدة.
وسبق ليونايتد أن واجه الأندية الإنكليزية على الصعيد الأوروبي في تسع مباريات (فاز بـ 5 مباريات وتعادل في مباراتين وخسر مباراتين)، ولعل أشهرها في نهائي دوري أبطال أوروبا في موسكو عام 2008، أمام نادي تشلسي (1-1)، ثم الفوز بركلات ترجيح، وآخرها الخروج من دور الـ16 في موسم 2015-2016، في منافسات الدوري الأوروبي أمام ليفربول (2-صفر في الذهاب) و(1-1 في الإياب).
أما نادي توتنهام هوتسبير فلديه رغبة كبيرة لتحقيق لقب أوروبي غائب منذ عام 1984، وهو أول ناد إنكليزي توّج بالألقاب الأوروبية في عام 1963، عندما حصد لقب كأس الكؤوس الأوروبية متفوقاً (5-1)، على نادي أتلتيكو مدريد الإسباني. فريق شمال لندن سبق له التتويج باللقب بالمسمى القديم كأس الاتحاد الأوروبي في عام 1972 أمام وولفرهامبتون الإنكليزي بنظام الذهاب والعودة (1-1) ثم (2-1)، وفي عام 1984 أمام أندرلخت البلجيكي عبر التعادل ذهاباً وإياباً (1-1)، ثم التفوّق في ركلات الترجيح بعد ذلك، وخسر النهائي في عام 1974 أمام نادي فينورد الهولندي في البطولة نفسها عام 1974.
ووجهت الكثير من الانتقادات لإدارة نادي توتنهام هوتسبير، وتحديداً المدير الفني، الأسترالي، آنجي بوستكاغولو، لسوء النتائج محلياً وخسارة الألقاب تباعاً وأصبح مرشحاً بقوة للرحيل. ويعتمد بوستكاغولو على أسلوب لعب 4-3-3 بتوازن دفاعي وهجومي وسيطرة على وسط الملعب، والآن يسعى لتحقيق النجاح الأوروبي بعد الوصول إلى المباراة النهائية وهو الذي احتل المركز الرابع في بمرحلة الدوري، ثم تخطى في دور الـ16 منافسه ألكمار الهولندي (3-2)، وتفوّق في الدور ربع النهائي على منافسه آينتراخت الألماني (2-1)، وفي الدور نصف النهائي فاز على نادي بودو غليمت النرويجي (5-1)، ويملك طموح التتويج الغائب منذ آخر لقب في بطولة كأس رابطة الأندية المحترفة في إنكلترا على حساب تشلسي (2-1) في موسم 2007-2008.
ويواجه نادي توتنهام تحدياً كبيراً مع اللاعبين والجهاز الفني المتسلح بخبرات الكوري الجنوبي، سون هونغ مين، وهدافه الإنكليزي، دومينيك سولانكي، والمدافع الأرجنتيني، كريستيان روميرو، وفي وسط الملعب نجم منتخب أوروغواي، رودريغو بنتانكور، رغم الغيابات المؤثرة مثل الإنكليزي، جيمس ماديسون، السويدي، لوكاس بير جفال، والمهاجم السويدي، كولوسيفسكي.
وسبق لنادي توتنهام أن واجه الأندية الإنكليزية في البطولات الأوروبية تسع مرات (أربعة انتصارات وتعادل وأربع خسارات)، ومن بينها مواجهتان أمام مانشستر يونايتد في الدور الثاني من منافسات دوري الأبطال لموسم 1963-1964، وتفوق سبيرز بهدفين نظيفين في الذهاب وخسر إياباً برباعية نظيفة.
وسيقود الحكم الألماني، فيليكس سوارير، صاحب الـ43 سنة، المباراة النهائية، وهو الذي أدار منذ أيام مواجهة الدور نصف النهائي بين باريس سان جيرمان الفرنسي وأرسنال الإنكليزي، كما أدار مواجهة الدور نصف النهائي في بطولة يورو 2024، بين منتخبي إنكلترا وهولندا، وهو الحكم صاحب الـ700 مباراة، وكان تعرض لعقوبة الإيقاف لمدة ستة أشهر في عام 2005، بسبب تُهمة التلاعب بنتيجة مباراة عندما كان مساعداً للحكم الرئيسي.
وسيكون ملعب سان ماميس الجديد مسرحاً للطموحات والأحلام للظفر باللقب وإنقاذ إخفاقات موسم صعب لكلا الفريقين، وهو ما سيكون بمثابة طوق النجاة وإسعاد الجماهير في مواجهة يصعب توقع نتيجتها النهائية، رغم تفوق توتنهام على مانشستر يونايتد في بطولة الدوري هذا الموسم ذهاباً (4-صفر) وإياباً بهدف نظيف، وفي الدور ربع النهائي لكأس الرابطة الإنكليزية (4-3).
