إسقاط العقوبات عن سوريا يثير حماسة المستثمرين

5 days ago 4
ARTICLE AD BOX

<p>رجل يرسم العلم السوري على جدار بعد رفع العقوبات عن البلاد (رويترز)</p>

من المتوقع أن يكون إسقاط العقوبات الأميركية عن سوريا بداية عهد جديد للاقتصاد الذي دمرته الحرب على مدى 13 عاماً، وأن يفسح الطريق أمام تدفقات الاستثمارات من السوريين في الخارج ودول في الخليج تدعم حكومة دمشق الجديدة ومن تركيا.

وقال رجال أعمال ووزير المالية السوري ومحللون لوكالة "رويترز"، إنهم يتوقعون تدفق رؤوس الأموال إلى الاقتصاد المتعطش لها بمجرد إسقاط العقوبات وفق إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب المفاجئ، على رغم تحديات كثيرة ما زالت تواجه الدولة المنقسمة بشدة.

وقال رجل الأعمال السوري الملياردير غسان عبود إنه يضع خططاً للاستثمار، ويتوقع أن هناك سوريين آخرين لهم علاقات تجارية دولية يفكرون في ذلك أيضاً.

وأضاف الرجل الذي يعيش في الإمارات "كانوا خائفين من القدوم والعمل في سوريا بسبب أخطار العقوبات... هذا سيختفي تماماً الآن". ومضى يقول "أخطط بالطبع لدخول السوق لسببين، أولاً أريد مساعدة البلاد على التعافي بأي طريقة ممكنة، وثانياً هناك أرض خصبة، فأية بذرة توضع اليوم قد تدر هامش ربح جيداً". وعرض عبود خطة بمليارات الدولارات لدعم الفن والثقافة والتعليم في سوريا.

سوريا تدعو المستثمرين

قد يعيد رفع العقوبات تشكيل الاقتصاد جذرياً في مسار جديد لحكام سوريا الجدد الذين اتبعوا سياسات السوق الحرة وابتعدوا من نموذج تخطيط الدولة الذي اتبعته عائلة الأسد في خمسة عقود من حكمها.

وفرضت الولايات المتحدة وقوى غربية أخرى عقوبات صارمة على سوريا، إثر الحرب التي اندلعت بسبب قمع نظام الأسد للاحتجاجات التي اندلعت ضده عام 2011.

وأبقت واشنطن على هذه العقوبات بعد إطاحة الأسد خلال ديسمبر (كانون الأول) 202، بينما كانت تصوغ سياستها تجاه سوريا وتراقب تصرفات الإدارة الجديدة بقيادة الرئيس أحمد الشرع.

وحثت السعودية وتركيا اللتان تدعمان حكومة الشرع واشنطن على إسقاط العقوبات، وقال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان أمس الأربعاء إن فرص الاستثمار ستكثر بمجرد حدوث ذلك.

وفي خطاب أذيع على التلفزيون خلال وقت متأخر من مساء أمس، قال الرئيس السوري إن قرار ترمب رفع العقوبات عن سوريا قرار تاريخي شجاع، مؤكداً التزام دمشق بتعزيز المناخ الاستثماري.

وأضاف "نرحب بجميع المستثمرين من أبناء الوطن في الداخل والخارج ومن الأشقاء العرب والأتراك والأصدقاء حول العالم وندعوهم للاستفادة من الفرص المتاحة في مختلف القطاعات".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

الشركات التركية تترقب

ترك الصراع مناطق حضرية كثيرة أنقاضاً وقتل مئات الآلاف من الأشخاص. وتقول وكالات الأمم المتحدة إن أكثر من 90 في المئة من السوريين البالغ عددهم 23 مليون نسمة يعيشون تحت خط الفقر.

ويقول المحلل الاستراتيجي البارز للأصول السيادية في الأسواق الناشئة في شركة "آر بي سي بلوباي" لإدارة الأصول، تيموثي آش "هناك فرصة حقيقية لإحداث تغيير جذري في سوريا والمنطقة الأوسع".

وقال الرئيس التنفيذي لمجموعة "بي بي في أي" المالية العالمية، التي تضم مصرف "غارانتي" ثاني أكبر بنك خاص في تركيا، أونور جنش إن الشركات والبنوك التركية من المتوقع أن تستفيد من إسقاط العقوبات.

وأضاف لـ"رويترز"، "بالنسبة إلى تركيا، سيكون الأمر إيجاباً لأن هناك حاجة إلى عمليات إعادة إعمار كثيرة في سوريا. من يفعل هذا؟ الشركات التركية".

ومضى يقول "سيسمح إسقاط العقوبات للشركات التركية بالذهاب إلى هناك الآن بصورة أفضل بكثير، وستتمكن البنوك التركية من تمويلها، وهذا سيدعم الأمر".

ودعمت تركيا فصائل المعارضة السورية أثناء الحرب التي دمرت اقتصاداً متنوعاً ومنتجاً.

وأظهرت بيانات سورية رسمية أوردها البنك الدولي عام 2024 أن الاقتصاد السوري انخفض إلى أكثر من النصف بين عامي 2010 و2021، لكن البنك قال إن هذا على الأرجح أقل من الواقع.

فرص في كل المجالات

ومنذ إعلان ترمب، شهدت قيمة الليرة السورية ارتفاعاً. وقال متداولون إن العملة تراوحت ما بين 9000 و9500 مقابل الدولار أمس، مقارنة مع 12600 خلال وقت سابق من هذا الأسبوع. وقبل الحرب عام 2011، كان الدولار يعادل 47 ليرة سورية.

وقال وزير المالية السوري محمد يسر برنية لـ"رويترز"، إن مستثمرين من السعودية والإمارات والكويت ودول أخرى، قدموا استفسارات عن الاستثمار.

وأضاف "سوريا اليوم أرض الفرص، وهناك إمكانات كامنة هائلة في جميع القطاعات، من الزراعة إلى النفط والسياحة والبنية التحتية والنقل". وقال "ندعو جميع المستثمرين إلى اغتنام هذه الفرصة".

ووصف المدير العام لمصرف "شهبا بنك" كرم بشارة وهو يشاهد في مكتبه بدمشق لقطات من اجتماع ترمب مع الشرع في الرياض أمس، الحماسة التي تسود مجتمع الأعمال قائلاً "إنها رائعة بصورة تفوق التصور". وقال "نحن على المسار الصحيح الآن على الصعيد الدولي ما لم يحدث شيء في سوريا يعرقل العملية".

وما زالت الأوضاع في سوريا هشة. فبعض الجماعات المسلحة لم تسلم أسلحتها للحكومة بعد، ومطالب الحكم الذاتي من الأكراد نقطة خلاف، والعنف الطائفي جعل الأقليات تخشى من حكم الشرع على رغم وعوده بتوفير الحماية والحكم بطريقة تشمل جميع الأطياف. وتعارض إسرائيل الشرع وتقول إنه ما زال من المتشددين، وقصفت سوريا مرات كثيرة.

وقال جهاد يازجي وهو صحافي ورئيس تحرير موقع إخباري اقتصادي إن قرار الولايات المتحدة يمثل تحولاً جذرياً، لأنه نقل "رسالة سياسية قوية جداً" وفتح الطريق أمام عودة التكامل مع الخليج والمنظمات المالية الدولية والعدد الكبير من السوريين في الغرب.

وقال المستثمر اللبناني عماد الخطيب إنه يعجل بخططه للاستثمار في سوريا بعد إعلان ترمب. وتعاون الخطيب مع شركاء لبنانيين وسوريين في إجراء دراسة جدوى لإقامة مصنع لفرز النفايات في دمشق بقيمة 200 مليون دولار قبل شهرين. وأرسل في صباح أمس فريقاً من المتخصصين إلى سوريا لبدء التحضيرات".

وقال "هذه هي الخطوة الأولى... وستتبعها خطوات أكبر إن شاء الله. وسنعمل بتأكيد جذب مستثمرين جدد لأن سوريا أكبر بكثير من لبنان".

subtitle: 
تتوقع حكومة دمشق تدفق الاستثمارات إلى البلاد وسط فرص في جميع المجالات
publication date: 
الخميس, مايو 15, 2025 - 15:30
Read Entire Article