لم تكن تفصل عن الانتخابات البلدية والاختيارية في جبل لبنان، سوى أيّام قليلة، حين دخلت مجموعة من المواطنين اللبنانيّين في تحدّ بين فئة تجزم بأنّ هذه الانتخابات سوف تؤجّل، وثانية تؤكد أنّها تملك معلومات بأنّ الانتخابات حاصلة في المواعيد المعلنة. هؤلاء الذين اعتقدوا بوجوب إرجاء الانتخابات المحلية انطلقوا من اعتبارات عدة أبرزها أنّ اللبنانيين انتقلوا، فجأة، من اهتمام حصري بالحرب، إلى التطلع نحو مستقبلهم في دولة سيّدة وقادرة وعادلة وفاعلة، وبالتالي لا بد من إعطائهم فترة كافية لالتقاط أنفاسهم والتفكير في الطريقة الأجدى لتشكيل مجالس بلدية متماسكة وشعبية وناجحة، حتى تستطيع أن تواكب إعادة إحياء الدولة في لبنان. الفئة التي جزمت بأنّ الانتخابات حاصلة في مواعيدها المعلنة ربطت ذلك بنقطة واحدة لا غير: لن يقبل الرئيس جوزف عون أن تكون انطلاقة ولايته بإرجاء الاستحقاقات الانتخابية، لأنّ ذلك من شأنه أن يضرب صورته. وما ينطبق على عون يسحب نفسه أيضاً على رئيس الحكومة نواف سلام الداخل حديثاً إلى "نادي رؤساء الحكومة" من بوابة ...