ARTICLE AD BOX
بعد غياب لأكثر من عشر سنوات، يعود الفنان التشكيلي الفلسطيني جواد إبراهيم (1953) في معرضه الشخصي "زفرةٌ في الريح" في مؤسسة عبد المحسن القطان بمدينة رام الله، الذي افتتح مساء أمس الاثنين ويتواصل حتى الثاني عشر من الشهر المقبل.
المعرض الذي يضمّ خمساً وعشرين لوحة تراوحت بين التعبيرية والتجريدية منفذة بتقنية الأكريليك على القماش، يبدو غير منفصلٍ عن تجارب الفنان السابقة، حيث تتنوّع تكوينات أعماله وأشكالها الهندسية التي تعدّدت فيها الدوائر والمربعات، وكثّف فيهما مساحاته اللونية العفوية والمتحررة من التأثير الهندسي، لتشير في بنيتها إلى حرية الحركة داخل الفضاء المغلق، والتي غالباً ما تعكس الحالة السياسية التي تحدّد حركة الفلسطينيين داخل أرضهم.
في لوحاته الجديدة، لا يفارق إبراهيم واقعه الفلسطيني رغم تجريده المواضيع من خلال تجاوز البحث عن رمزيات مكررة، باعتبار أن كل ما على هذه الأرض يحمل معنى المكان أو يوميء إليه، وليس مطالباً من الفنان الفلسطيني رسم فلاحةٍ أو قبة الصخرة أو بندقية كي يكون فلسطينياً، مردداً موقفه في بيان المعرض "أنا فلسطيني لأنني جواد إبراهيم، لأنني أعيش التجربة الفلسطينية، لأنني حر".
تستثمر الأعمال المعروضة الألوان والتكوينات بإيقاع متحرر، ما يعكس حالة الفلسطيني المكبّل بالحدود والحواجز، والساعي لتحرير ذاته داخل فضاء مغلق، وتظهر هذه العلاقة الديالكتيكية بين محورين متعاكسين، مثلما هو الأبيض والأسود، أو الخير والشر، فإنه يعكس هذا التناقض بين التحرر في ضربات فرشاته، وبين احتكامها لكل هذه الحدّة الهندسية التي تعيد تشكيل الخارطة البصرية، وكأنها مناطق فلسطين المجتزأة بين حدّ وآخر، وبين حاجز وآخر.
يُذكر أنه بالتزامن مع افتتاح المعرض، انطلق في المتحف الفلسطيني ببيرزيت معرض جماعي بعنوان معرض "عين تحدّق بالتفاصيل: طلاب المدارس يحاكون أعمال الفنّانين مصطفى الحلّاج وجواد إبراهيم"، والذي يضمّ 120 عملاً فنياً لطلبة من مختلف الفئات العمرية في مدارس الضفة الغربية، بتنظيم مشترك مع وزارة التربية والتعليم، ضمن خطة تهدف إلى تنمية الحس الفني والجمالي لدى الطلبة، وتشجيعهم على البحث وتكوين معرفة نقدية وجمالية تأملية حول الحركة الفنية التشكيلية الفلسطينيّة والعالمية.
