ARTICLE AD BOX
رحّب مؤسس "حزب العمال الكردستاني" عبد الله أوجلان في رسالة عمّمت اليوم الثلاثاء بإعلان الحزب يوم أمس حلّ كيانه، وإلقاءه السلاح استجابة لدعوته التي أطلقها من محبسه في 27 فبراير/شباط الماضي في مرحلة تسميها الحكومة في تركيا بأنها مرحلة "تركيا بلا إرهاب"، وانطلقت في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي. وقال أوجلان في رسالته، بحسب ما أوردته وكالة "فرانس برس": "أشيد بخالص التقدير بالقرارات المتّخذة خلال المؤتمر الثاني عشر التاريخي" الذي عقده حزب العمال الكردستاني الأسبوع الماضي، وأعلن في ختامه قرار إلقاء السلاح، وهي الخطوة التي من المتوقع أن تسدل الستار على صراع استغرق 47 عاماً، بعد مسار عسير ومعقد منذ ظهور الحزب في سبعينيات القرن الماضي.
واعتبر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أمس الاثنين، قرار حزب العمال الكردستاني أنه "مهم جداً من أجل المنطقة والاستقرار فيها، حيث نقيّم الأمر بأنه يشمل جميع الجهات المرتبطة بالتنظيم في سورية والعراق وأوروبا، وسيفتح أبواب مرحلة جديدة، وهذا الخنجر المسموم المزروع من قبل الإمبريالية سينتزع نهائياً وإلى الأبد". وأضاف أردوغان: "نؤمن بذلك من كل قلبنا، حيث إن جهاز المخابرات وجميع المؤسسات الحكومية تعمل من أجل تنفيذ الوعود المقطوعة، وعدم حصول الحوادث، وسنتابع كل التطورات لحظة بلحظة، وسنقوم بالتصريحات اللازمة حول المرحلة المقبلة، سواء من قبلي أو من قبل المسؤولين الآخرين وتقديمها إلى الرأي العام".
وكان أوجلان قد دعا في رسالة ألقتها باسمه النائبة في حزب "ديم"، باريفان بولدان، في مؤتمر صحافي بإسطنبول في فبراير الماضي، إلى حل الحزب، ومسلحي المجموعات إلى إلقاء السلاح والانتقال إلى العمل السياسي. وجاء في رسالته: "كما يفعل كل مجتمع حديث وكل حزب لم يُقضَ عليه قسراً، عليكم عقد مؤتمركم واتخاذ القرارات اللازمة للاندماج مع الدولة والمجتمع طواعية، يجب على جميع المجموعات إلقاء أسلحتها، ويجب على حزب العمال الكردستاني حل نفسه"، وختم رسالته بالقول: "أبعث بتحياتي إلى كل من يؤمن بالعيش المشترك ويستجيب لندائي".
واعتُقل أوجلان قبل 26 عاماً في العاصمة الكينية نيروبي عام 1999، وأُعلن نقله إلى تركيا في 16 فبراير من العام نفسه، ليُحكم لاحقاً بالسجن المؤبد ويودع في سجن خاص بجزيرة إمرلي. وأسّس أوجلان حزب العمال الكردستاني في سبعينيات القرن الماضي، مع مجموعة من الطلاب، أجرت لقاءات مع البعثات الأجنبية في تركيا، ونفذت نشاطات في جنوب شرق البلاد قبيل فرار أوجلان إلى سورية في عام 1979، ما جعله يفلت من اعتقال منفذي انقلاب عام 1980. وتشتت حزب العمال الكردستاني وبات يعمل من بعد، ليبدأ بالنشاط المسلح في عام 1984، ما ترك تأثيراً في الرأي العام، فيما استمرت العمليات العسكرية، وصولاً إلى اعتقال أوجلان في عام 1999.
وأعلن الحزب وقف إطلاق النار بعد اعتقال أوجلان، لكن ذلك انتهى عام 2004 وعاد للعمل المسلح، وأطلقت الحكومة التركية عام 2012 حواراً سرياً مع الحزب في النرويج، وفي العام التالي أطلقت مرحلة السلام وشكلت لجنة الحكماء، لكن العمليات المسلحة تواصلت ودخلت مرحلة جديدة من الصراع تجاوزت الحدود كثيراً فشملت شمال سورية والعراق، فيما حققت القوات التركية نجاحات كبيرة، دون أن تؤدي إلى القضاء على الحزب.
