ARTICLE AD BOX
اعتبر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الاثنين، أن قرار حزب العمال الكردستاني في وقت سابق من اليوم حل نفسه وإلقاء السلاح "مهماً جداً"، معتبراً أنه "سيفتح أبواب مرحلة جديدة في المنطقة". جاء ذلك في كلمة له عقب اجتماع الحكومة التركية في أنقرة تطرق فيها إلى قرار "الكردستاني".
وقال أردوغان في كلمته: "قرار اليوم مهم جداً من أجل المنطقة والاستقرار فيها، حيث نقيم الأمر بأنه يشمل جميع الجهات المرتبطة بالتنظيم في سورية والعراق وأوروبا، وسيفتح أبواب مرحلة جديدة، وهذا الخنجر المسموم المزروع من قبل الإمبريالية سينتزع نهائياً وإلى الأبد". وأضاف أردوغان: "نؤمن بذلك من كل قلبنا حيث إن جهاز المخابرات وجميع المؤسسات الحكومية تعمل من أجل تنفيذ الوعود المقطوعة، وعدم حصول الحوادث، وسنتابع كل التطورات لحظة بلحظة وسنقوم بالتصريحات اللازمة حول المرحلة المقبلة، سواء من قبلي أو من قبل المسؤولين الآخرين وتقديمها إلى الرأي العام".
وشدد أردوغان متحدثاً عن أهمية الخطوة في الإخوة بين الأتراك والأكراد على أنه "مهما كانت ثقافتنا وأفكارنا مختلفة فجميعنا أفراد في تركيا ومواطنون بالدرجة الأولى وسنكون أقوى مع بعض، ومع هذا الشعور، لن يستطيع أحد أن يتغلب على تركيا". وأضاف: "في حال الضعف، لا أحد يمد يد المساعدة لنا، نحن، الحكومة والتحالف الحاكم، حازمون في مسألة الانتهاء من هذا الموضوع وعملنا بصدق من أجل تركيا بلا إرهاب، وأشكر جميع رؤساء الأحزاب وفي مقدمتهم زعيم حزب الحركة القومية دولت باهتشلي".
وبين أنه "ستكون أعمالنا في المستقبل أكثر حرصاً ودقة ومسؤولية في المرحلة المقبلة وصولاً إلى الهدف المنشود وعمل المؤسسات المعنية وبدعاء المواطنين، نأمل أن نترك هذا الموضوع وراءنا بشكل نهائي، حيث إن أكثر من كسب هم المصابون وأقارب الشهداء والأمهات جميعاً، والرابح أيضاً هم الأكراد المتضررون من الإرهاب". وشدد أردوغان على أنه "نواصل التقدم وصولاً إلى الأهداف متجاوزين العقبات، متغلبين على الأحكام المسبقة، ومتجاوزين الفتن والنفاق بخطى واثقة، حيث تفتح أبواب مرحلة جديدة في مختلف المجالات تنهي الإرهاب والعنف وتقوي الديمقراطية".
باهتشلي يتمنى إغلاق الصفحة الدموية في البلاد
من جانبه، قال الشريك في التحالف الجمهوري الحاكم دولت باهتشلي، في بيان صدر عنه: "أعلن حزب العمال الكردستاني، صباح اليوم، إلقاء سلاحه وحل وجوده التنظيمي، وهكذا، ستنتهي آفة حزب العمال الكردستاني، وآمل وأدعو الله أن تُغلق الصفحة الدموية التي كتبت بالخيانة مدة 47 عاماً، وألا تفتح مرة أخرى أبداً". وأضاف: "لا شك أن هذا التطور التاريخي المذكور ستكون له عواقب بالغة الأهمية وفريدة من نوعها، ومع صعود وتطور السياسة والديمقراطية، فإن فترة الصراع المسلح التي انتهت ستترك وراءها ذكرياتها المريرة ودروسها المستفادة".
وشدد على أن "عبر حزب الحركة القومية بحزم عن هدف تركيا خالية من الإرهاب منذ 22 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ولم يقع في فخ البيئة، من المفيد للجميع أن يعرفوا أنني أشعر بفخر شديد لأنني أشعر في أعماقي باللحظة الأكثر تميزاً واستثنائية في حياتي، والتي ضحيت بها من أجل وطني وبلدي، وأرى أنه من الضروري أن أتصرف بحذر أكبر، وبمزيد من الحرص، وبقدر أكبر من الهدوء، وبالحس السليم من الآن فصاعداً". ويحسب على باهتشلي إطلاقه المرحلة الأخيرة المعروفة في تركيا بأنها مرحلة تركيا بلا إرهاب.
أوزال: قرار الكردستاني بالغ الأهمية
زعيم المعارضة ورئيس حزب الشعب الجمهوري أوزغور أوزال قال، في بيان عقب اجتماع حزبي، إن قرار الكردستاني بالغ الأهمية، معتبراً أن نجاح المرحلة يأتي من صدق الخطوات المتخذة وشرعيتها. وقال في بيانهك "كنا دائماً ضد جميع أشكال الإرهاب والعنف، وسنظل ضدها، حيث إن رغبتنا وإرادتنا المشتركة هي نهاية الإرهاب وسفك الدماء، المستمر في هذه الأراضي منذ 47 عاماً، إلى الأبد".
وأضاف: "يُعدّ البيان الأخير لحزب العمال الكردستاني، الذي أعلن فيه قراره إلقاء السلاح وحل هيكله التنظيمي، أمراً بالغ الأهمية لإنهاء فترة دفعت فيها تركيا ثمناً باهظاً لسنوات". وبين أنه "ومع ذلك، فإن نجاح هذه العملية وتطورها إلى سلام اجتماعي دائم يرتبطان ارتباطاً مباشراً بصدق الخطوات المتخذة وشرعيتها الديمقراطية. نتوقع أن تنتهي العملية بجميع مراحلها، وأن ينتهي إلى الأبد الإرهاب الذي أودى بحياة عشرات الآلاف من الناس وأحدث دماراً اقتصادياً واجتماعياً جسيماً". وصدرت ردود فعل أخرى من الأحزاب السياسية والشخصيات السياسية، وسيطرت التطورات على برامج القنوات التلفزيونية، وبات الموضوع الوحيد المتداول على الشاشات في تركيا.
وأعلن "الكردستاني" عن حل الحزب وإنهاء الصراع المسلح استجابة لمؤسسه المسجون عبد الله أوجلان، وذلك بعد أيام من إعلانه عقد مؤتمره العام في 5-7 مايو/أيار الجاري. وجاءت الخطوة التي من المتوقع أن تسدل الستار على صراع استغرق 47 عاماً بعد مسار عسير ومعقد منذ ظهور الحزب في سبعينيات القرن الماضي حتى اليوم.
