أحمد الشرع... من قائد قيامة سوريا إلى رئيس العهد "منزوع الأسد"

6 days ago 3
ARTICLE AD BOX

<p>الرئيس السوري أحمد الشرع (أ ف ب)</p>

التقي الرئيس السوري أحمد الشرع اليوم الأربعاء مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب، في تتويج لصعود سياسي كبير تحول خلاله من مقاتل في تنظيم "القاعدة" إلى اعتلاء رئاسة سوريا.

ويشكل اللقاء في السعودية علامة فارقة لرجل انضم إلى تنظيم "القاعدة" في العراق إبان الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003 وقضى سنوات في السجن الأميركي هناك ثم عاد إلى سوريا للانضمام إلى المعارضة المسلحة ضد الرئيس بشار الأسد.

ويشكل الاجتماع الذي يأتي بعد إعلان ترمب إنهاء العقوبات الأميركية على سوريا، دفعة كبيرة للشرع في الوقت الذي يحاول فيه إحكام قبضته على السلطة في البلد الذي دمرته الحرب وإنعاش الاقتصاد السوري، وقال ترمب إنه يتطلع إلى تطبيع العلاقات مع دمشق.

ووصل الشرع إلى السلطة بعد أن قاد المعارضة المسلحة في عملية انطلقت من معقلهم بشمال غربي سوريا في عام 2024 وأطاحت بالأسد وسط انشغال حليفتيه روسيا وإيران بصراعات أخرى.

وعُرف الشرع لفترة طويلة باسم "أبو محمد الجولاني" وهو اسمه الحركي كقائد لـ"جبهة النصرة"، وهي جماعة معارضة قاتلت قوات الأسد وظلت لسنوات الجناح الرسمي لتنظيم "القاعدة" في الصراع بسوريا.

وقطع الشرع صلته بتنظيم "القاعدة" في عام 2016، وأعاد تدريجاً تقديم الجماعة التي يقودها على أنها جزء من المعارضة السورية وليست الحركة الجهادية العالمية.

وتخلى الشرع عن زي القتال وبدأ في استخدام الملابس الرسمية وربطات العنق بعد دخوله دمشق كحاكم فعلي لسوريا في ديسمبر (كانون الأول) 2024، ووعد بإقامة نظام عادل يشمل الجميع بدلاً من نظام الأسد الذي وصم بإجراءات شرطية وحشية.

وحدد الشرع أولويات تشمل إعادة توحيد سوريا وإنعاش الاقتصاد الذي تكبله العقوبات وإخضاع السلاح لسلطة الدولة، وحظيت إدارته بدعم كبير من تركيا والسعودية وقطر، لكنه يكابد من أجل تحقيق أهدافه مع احتفاظ جماعات مسلحة بأسلحتها واستمرار العقوبات إضافة إلى عمليات القتل الطائفية التي جعلت الأقليات تخشى حكمه.

 

 

وتقول إسرائيل إن الشرع لا يزال جهادياً، وأعلنت أن جنوب سوريا محظور على قوات الحكومة السورية، وقالت إن غارة قرب القصر الرئاسي في دمشق في الثاني من مايو (أيار) الجاري كانت تحذيراً بأن إسرائيل لن تسمح للقوات السورية بالانتشار إلى الجنوب من العاصمة أو تسمح بأي تهديد للأقلية الدرزية في سوريا.

وتجلت التحديات في مارس (آذار) الماضي عندما هاجم موالون للأسد قوات حكومية في منطقة الساحل بسوريا، مما أدى إلى الرد بموجة عنف قتل فيها مسلحون إسلاميون مئات المدنيين من الأقلية العلوية التي ينحدر منها الأسد.

وأدى ذلك إلى تفاقم المخاوف بشأن الجذور الجهادية للحكام الجدد في سوريا على رغم وعود الشرع بالتسامح وبالمحاسبة على عمليات القتل، وزادت المخاوف من الانزلاق مرة أخرى نحو الحكم الاستبدادي من خلال دستور موقت يركز السلطة في يدي الرئيس.

الشريعة الإسلامية

وصف الشرع هزيمة الأسد بأنها "نصر من الله"، وتجنب أسئلة المحاورين حول ما إذا كان يعتقد أن سوريا يجب أن تطبق الشريعة الإسلامية، قائلاً إن ذلك متروك للخبراء، وأبقت سوريا الفقه الإسلامي المصدر الأساسي للتشريع في الإعلان الدستوري الذي صدر في مارس الماضي.

استند الشرع إلى الشرعية الثورية لتنصيبه رئيساً موقتاً، ووعد بإجراء انتخابات لكنه قال إن سوريا تحتاج إلى خمس سنوات لتنظيمها على النحو الصحيح.

وفي مقابلة أجرتها معه "رويترز" في القصر الرئاسي، أكد الشرع عزمه على طي صفحة حكم الأسد، وقال "يضيق قلبي في هذا القصر. في كل زاوية منه، استغرب كيف خرج كل هذا الشر منه تجاه هذا المجتمع".

وُلد الشرع في السعودية، حيث أمضى السنوات الأولى من حياته قبل أن ينتقل إلى سوريا، كان والده ينتمي للتيار القومي العربي، وهي أيديولوجية تتعارض مع الإسلام السياسي الذي يتبناه الشرع.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

في حديث عام 2011 لبرنامج "فرونت لاين" بهيئة الإذاعة العامة الأميركية، قال الشرع إنه تأثر بالانتفاضة الفلسطينية الثانية ضد الاحتلال الإسرائيلي والتي بدأت عام 2000.

وعاد إلى سوريا من العراق فور اندلاع الانتفاضة في سوريا، مرسلاً من طرف أبو عمر البغدادي زعيم تنظيم "داعش" الذي كان يتبع تنظيم "القاعدة" آنذاك، لتعزيز وجود "القاعدة".

وصنفت الولايات المتحدة الشرع إرهابياً عام 2013، قائلة إن تنظيم "القاعدة" في العراق كلفه بإسقاط حكم الأسد وتطبيق الشريعة الإسلامية في سوريا، وأضافت أن "جبهة النصرة" نفذت هجمات انتحارية أسفرت عن مقتل مدنيين وتبنت رؤية طائفية عنيفة.

وأجرى الشرع أول مقابلة إعلامية له عام 2013، وقد تلثم بوشاح، وأدار ظهره للكاميرا، وقال إنه يجب إدارة سوريا وفقاً للشريعة الإسلامية.

وفي حديثه لبرنامج "فرونت لاين" عام 2021، واجه الكاميرا مرتدياً قميصاً وسترة، وقال إن تصنيفه إرهابياً غير منصف، وإنه يعارض قتل الأبرياء.

وعندما سُئل عن رأيه في هجمات الـ 11 من سبتمبر (أيلول) وقت وقوعها، قال الشرع إن أي شخص في العالم العربي أو الإسلامي يقول "إنه لم يكن سعيداً يكذب، لأن الناس شعروا بظلم الأميركيين في دعمهم للصهاينة، وسياساتهم تجاه المسلمين عموماً، ودعمهم الواضح والقوي للطغاة في المنطقة"، وأضاف "لكن الناس يندمون على قتل الأبرياء، بالتأكيد".

وأشار الشرع إلى أن "جبهة النصرة" لم تشكل يوماً تهديداً للغرب، وعلى رغم صلاتها بتنظيم "القاعدة"، تُعتبر النصرة أقل تشدداً نسبياً في التعامل مع المدنيين والجماعات المسلحة الأخرى مقارنة بتنظيم "داعش".

subtitle: 
رحلة صعود بدأت بالانضمام للتنظيمات المتطرفة تحت كنف "الإرهابيين" ووصلت إلى لقاء دونالد ترمب في السعودية
publication date: 
الأربعاء, مايو 14, 2025 - 16:00
Read Entire Article